نشر الـيـوم الساعة 15:44 بيت لحم- معا- قرّرت مؤسسات وتجمّعات فلسطينية في القارّة الأوروبية، إبراز قضية الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، في أعمال مؤتمر فلسطينيي أوروبا الثامن، المقرّر عقده هذا العام.
ومن المزمع إقامة مؤتمر فلسطينيي أوروبا الثامن، في العاصمة الألمانية برلين، في الربيع القادم، بالتزامن مع ذكرى النكبة الفلسطينية، وهو الذي يُعدّ الحدث الأضخم من نوعه بالنسبة للشتات الفلسطيني في العالم.
وأوضح خالد الظاهر، مدير التجمّع الفلسطيني في ألمانيا، الذي يستضيف المؤتمر لهذا العام، أنّ المؤتمر الثامن على التوالي "سليتئم بعون الله تعالى في برلين، في الثامن من أيار/ مايو 2010، وسيجعل من قضية الأسرى محوراً له، تقديراً لما تشغله هذه القضية من مكانة بارزة في صدارة الاهتمامات والشواغل الفلسطينية، وإبرازاً لعدالة قضية الحرية بالنسبة لاثني عشر ألف أسير وأسيرة قابعين في سجون الاحتلال".
ومضى الظاهر إلى القول "كان العام 2009 مكرّساً للقدس بكلّ ما تعنيه من أهمية محورية، وستظلّ القدس في بؤرة الاهتمام على الدوام، وقد اختيرت قضية الأسرى موضوعاً مركزياً لهذا العام أخذاً بعين الاعتبار ما يعانونه من انتهاكات عدّة تمسّ ظروفهم الاعتقالية، علاوة على حرمانهم الجوهري من الحرية".
وأضاف مدير التجمّع الفلسطيني في ألمانيا قائلاً إنّ "قضية الأسرى هي شاغل دائم للشعب الفلسطيني وأمّته وللضمائر الحيّة في العالم كذلك، وقد آن الأوان لتفعيل هذه القضية على أوسع نطاق"، مبيِّناً أنّ "فلسطينيي أوروبا يستشعرون أنّ مسؤوليّاتهم نحو الأسرى في سجون الاحتلال، من الفلسطينيين والعرب، باتت مضاعفة عن أي وقت مضى، ومن هنا جاء اختيار هذه القضية محوراً لمؤتمر فلسطينيي أوروبا هذا العام"، كما قال.
وقد انطلقت سلسلة مؤتمرات فلسطينيي أوروبا من لندن عام 2003، ثم توالت محطّات انعقادها السنويّ بنجاح لافت للانتباه في برلين، وفيينا، ومالمو، وروتردام، وكوبنهاغن، وصولاً إلى ميلانو في العام 2009، حيث كانت القدس موضوعاً أساسياً للمؤتمر السابع الذي حضره وشارك في أعماله أكثر من عشرة آلاف شخص من عموم القارّة. وقد أُعلن في مؤتمر ميلانو المنعقد في الثاني من أيار/ مايو الماضي، أنّ قضية الأسرى ستتبوّأ مركز الاهتمام في المؤتمر التالي، وقد أبرزت مقرّراته هذه القضية عبر الوثيقة الختامية للمؤتمر.
وكانت مؤسسات وتجمّعات فلسطينية في أوروبا، قد أعلنت في نهاية العام الماضي، عن تخصيص العام 2010 للتركيز على الدفاع عن قضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد أن كانت القدس محوراً لفعاليات فلسطينيي أوروبا خلال عام 2009. ويشمل هذا الاهتمام إطلاق سلسلة من النشاطات والفعاليات الكبرى، والقيام بتحرّكات حقوقية ومدنية.
وتمّ تكريس عشرات الفعاليات الكبرى في أنحاء أوروبا على امتداد العام 2009، لقضية القدس، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بها عاصمة للثقافة العربية، وتجاوباً مع تصاعد تهديدات الاحتلال الإسرائيلي للمقدّسات فيها، عبر عمليات الحفر والهدم والتدنيس، علاوة على تصعيد الهجمة الاحتلالية على المقدسيين وطردهم من منازلهم، وتدمير أحيائهم السكنية، وتفاقم سياسات التهويد والعزل السكاني.
وأكدت المؤسسات والتجمّعات الفلسطينية، أنّ العام 2010 سيتم خلاله إبراز قضية الأسرى، الذين يقارب عددهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي نحو اثني عشر ألف أسير، حيث تجري الاستعدادات لإطلاق مشروعات وبرامج مخصّصة لقضية الأسرى، علاوة على فعاليات جماهيرية ومهرجانات لهذا الغرض، من المنتظر أن تنهض على مدار العام 2010. ومن المنتظر كذلك عقد مؤتمر أوروبي تخصّصي، هو الأول من نوعه تقريباً، يُعنى بقضية الأسرى، ويتوقّع أن يحظى بمشاركة واسعة من قوى المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والتجمّعات الجماهيرية على امتداد القارّة.
وقد تزايد الاهتمام في الرأي العام الأوروبي بهذه القضية عبر الحديث المتزايد عن إمكانية تبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي. وفي المقابل؛ ركّزت الدعاية الإسرائيلية في أوروبا في غضون السنوات الأخيرة على إبراز أسر جندي الاحتلال غلعاد شاليط، متجاهلة معاناة آلاف الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، ومن بينهم قاصرون دون الثامنة عشرة من العمر.