عدد المساهمات : 7 نقاط : 21 تاريخ التسجيل : 05/07/2010
موضوع: بمناسبة عيد الحب الإثنين يوليو 05, 2010 2:21 pm
بمناسبة عيد الحب
[size=25] النفوس بطبعها محبة لمناسبات الفرح والسرور الخاصة والعامة ، ومن ذلك العيد ، ورعاية لهذا الميل النفسي فقد جاءت شريعة الإسلام بمشروعية عيدي الفطر و الأضحى ؛ عيدين مشروعين في العام، وشرع الله فيهما من التوسعة وإظهار السرور ما تحتاجه النفوس، كما شرع للناس عيدا أسبوعيا وذلك يوم الجمعة ، وهذا من رحمة الله تعالى بهذه الأمة المحمدية.
واذا التفتنا إلى ما عند الأمم الأخرى من الأعياد؛ فسنجد ان عندهم من الأعياد الشيء الكثير، فلكل مناسبة قومية عيد، ولكل فصل من فصول العام عيد ، وللأم عيد وللعمال عيد وللزراعات عيد وهكذا ، حتى يوشك الا يوجد شهر الا وفيه عيد خاص ، وكل ذلك من ابتداعاتهم ووضعهم ، قال الله تعالى{ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم} .
ومن غرائب الأعياد في العالم اليوم أعياد الوثنيين وأهل الكتاب من اليهود والنصارى والتي تنسب إلى آلهتهم وأحبارهم ورهبانهم ، كعيد القديس (برثلوميو) ، وعيد القديس (ميكائيل) وعيد القديس (اندراوس) وعيد القديس (فالنتاين) وهكذا ، ويصاحب أعيادهم هذه مظاهر عديدة كتزيين البيوت ، وإيقاد الشموع ، والذهاب للكنيسة ، وصناعة الحلوى الخاصة ، والأغاني المخصصة للعيد بترانيم محددة، وصناعة الأكاليل المضاءة ، وغير ذلك.
ثم صار من عادات الأمم الأخرى من غير المسلمين أن يقيموا عيداً سنوياً لكل شخص يتوافق مع يوم مولده ، بحيث يدعى الأصدقاء ويصنع الطعام الخاص وتضاء شموع بعدد سنين الشخص المحتفل به ، إلى آخر ما هنالك، وقد قلدهم بعض المسلمين في هذا الابتداع .!!
وبعد ما تقدمت الإشارة إليه من تلك الأعياد لدى الأمم ، فمن نافلة القول أن يتأكد المسلم أن أكمل الهدي وأفضل الشرع هو ما جاء به خاتم الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الله سبحانه {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} كما أن جميع ما لدى الأمم الأخرى من تلك الأعياد بدعة وضلالة ، فوق ما عندهم من الكفر بالله ، قال الله تعالى{ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}
ولنا أن نتوقف في الأسطر التالية مع عيد أخذه بعض المسلمين عن الكفار وقلدوهم فيه: ألا وهو ما يسمى "عيد الحب" ، هكذا يسميه بعض المسلمين والكفار ، وأما اسمه الأصلي فهو يوم أو عيد القديس "فالنتاين" (valentine,s day) وقد حدده النصارى في اليوم [size=29]الرابع عشر من شهر فبراير من العام الإفرنجي .
وما كان لنا أن نقف أو نلتفت لهذا العيد فهو من جملة عشرات الأعياد عندهم ، ولكن لوجود من تأثر به من المسلمين والمسلمات ؛ فقد وجب أن يعرف إخواننا وأخواتنا ممن يحاول المشاركة فيه بقيامهم ببعض الطقوس الخاصة به ، وهم لا يدرون أن هذا العيد وهو ما يسمى (عيد الحب) عيد ديني له ارتباط وثيق بعقيدة النصارى ، وهم ـ اعني النصارى ـ متخبطون في نسبته هل هو من ارثهم ، أو من ارث الرومان الذين كان لهم من الآلهة ما يشتهون ، فجعلوا للحب إلهاً على طريقتهم في الاعتداد بآلهة أخرى، كما لهم من الآلهة المزعومة للنور وللظلماء وللنبات وللأمطار وللبحار وللأنهار وهكذا.
ومن المظاهر والأمور التي يتعاطاها الكفار في الاحتفال بالعيد المذكور ـ عيد الحب ـ تأثرهم في لباسهم وما يتهادونه في ذلك اليوم من بطاقات، وبطاقات زهور، وورود باللون الأحمر الذي يرمز عندهم إلى مسلك منحرف محدد له صلته بالفحش ، وهكذا الشأن في الحلوى والكعك وما يوضع عليها من مواد غذائية كل ذلك باللون الأحمر ، ومن المظاهر الاحتفالية لديهم الكتابة على البطاقات بعبارات الغرام والهيام بين الشباب والفتيات ، وكذا شراء تمثال أو دمية حمراء تمثل حيوان (الدب) وقد رسم عليه ما يمثل القلب ، وكلمات الحب ، ثم يباع بأسعار باهظة ليقدم كهدية ترمز للحب .!!
وفي ضوء ما تقدم فإننا نقف مع إخواننا وأخواتنا أهل الإسلام ممن يشارك في شيء من مظاهر الاحتفال الآنفة الذكر وقفة معاتبة، فنقول:
إنكم اليوم يا من تحتفلون بهذا اليوم ـ عيد الحب وما شابهه ـ لحاجة في نفوسكم، ولكن الذي أظنه بكم بما عندكم من فطرة توحيدكم لله تعالى ، إنكم لو علمتم الخلفية الدينية لهذا الاحتفال وما فيه من رموز الابتداع أو الشرك بالله ، والتظاهر بأن معه إلهاً آخر ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ـ لأدركتم فداحة خطئكم وشناعة توجهكم وتأثركم.
ومما قرره أهل العلم: انه لا يجوز للمسلم أن يقبل أي إهداء أو طعام صنع لمناسبة عيد من أعياد الكفار، ولهذا فإن من المتعين على الآباء والأمهات أن يلاحظوا هذا الأمر على أولادهم، وخاصة إذا رأوا من بناتهم تخصيص اللباس الأحمر في ذلك اليوم البلايز والجاكيت والجوارب والأحذية، وهكذا لو طلبوا منهم شراء الورود والبطاقات الخاصة بذلك اليوم، فيبينوا لهم حقيقة الأمر بأسلوب شرعي تربوي مقنع.
ولنختم حديثنا هذا بفتوى شرعية للعلامة الجليل والفقيه الكبير الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ حيث سئل عن الاحتفال بما يسمى (عيد الحب) والمشاركة فيه، فأجاب رحمه الله: الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه:
الأول:انه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة.
الثاني:انه يدعو إلى العشق والغرام.
الثالث:انه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم.
فلا يحل أن يُحْدَث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد، سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك. وعلى المسلم أن يكون عزيزا بدينه، وان لا يكون إمعة يتبع كل ناعق.
أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، وان يتولانا بتوليه وتوفيقه.